لا فرق عندي من تقديم اسم الموسيقار "نصير شمّه" على اسم الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" في نسق عنوان هذا العمود، إلا بمقدار قصد التنوع الخاص، في إتباع ممارسة ما تُدعى بقاموس علم النفس بـ "قوانين شد الإنتباه"، وفي عالم الصحافة بـ "إثارة القارئ"، رغم أن شهرة "شمّه" لا تقل شهرة وذيوعاً في مجال الفن من أجل السلام، كما في رفعة الموسيقى وسمو غاياتها المثلى عن شهرة وبراعة شخصية هذا السياسي المحنك، الرجل المبجل أمام كل ما قدم لبلاده من خدمات جليلة منذ كان"عمدة باريس" حتى جلوسه المحروس بحب الفرنسيين له على كرسي الرئاسة لفترات ماضية خلت، أستحق جرانها تخليد اسمه لدسامة وثراء ما ترك من آثار في نفوس أبناء جلدته، و لما كان يتمتع به من أريحية وهيبة حضور مقرون بذكاء ودهاء إيجابي وتشجيعي للمواهب التي تستحق.
ربما.. سنلمس بعض ذلك في سياق فحوى قصة أو حكاية جمعت " شيراك" بـ "شمّه" عبر براءة مصادفة مُنعشة أفرحت كليهما، عندما تلاقيا بعد نهاية إحتفال موسيقي-غنائي كان قد أقيم في باريس العام/ 1994 شارك العراق بوفد ترأسه الموسيقار الراحل "منير بشير" ورموز من خيرة أنواع غناء / المقام / الريف / البادية / والفلكلور متمثلاً بالراحل جبار عكار / حسين الاعظمي / رضا العبدالله / ونصير شمّه الذي كان الاصغر عمراً بينهم، الذي قام بالعزف لمدة ثلاث عشر دقيقة متواصلة، أغرت السيد عمدة باريس -شيراك حينذاك- لان يزور وفدنا ويلتقيهم خلف "الكواليس" سائلاً عن عازف العود الذي أسماه بـ " الموسيقي الصغير" مهنئاً له ومصافحاً وقائلاً بوثوق، "إنك ستصبح عازفاً عالمياً ومشهوراً" فما كان من "نصير شمّه" سوى ضخ الشكر بحلو الرد والردف بالقول، " وإنك ستصبح رئيساً لفرنسا".
ويحدث أن يتم إختيارك "شمّه" من قبل الرئيس المصري " حسني مبارك" لان يعزف -بعد عدة أعوام- في حفل أقامه على شرف ضيفه الرئيس "شيراك" لدى زيارته للقاهرة، وليبادر الرئيس الضيف بعد نهاية عزف مذهل ويقوم بالتهنئة وعظيمٍ الإشادة لمهارات ما قدم هذا العازف الفذ، الذي لم ينس أن يذكر "شيراك" بنص ما دار بينهما في لقائهما الأول - خلف الكواليس - عام /1994.!!