للبيوت القديمة قصص وحكايات يرويها تاريخ المكان وعراقته، لكن لبيت العود العربى فى بيت الهراوى الأثرى حكاياته الملحنة على أنغام الآلة العتيقة.
البيت أسسه عازف العود العراقى الشهير نصير شمّه، ويحتوى على العديد من قاعات التعليم، كما يضم العديد من الآلات الإيقاعية، وبين جدرانه المشيدة منذ عام 1731 - والتى تعبق برائحة خشب العود ـ تجد كل طالب يجلس فى زاويته المفضلة وبعضهم يجتمعون للعزف سويا، وكأنه حضن اللحن الشرقي، ففيه يدرس الطلاب من مختلف دول العالم مستويات مختلفة، وتخرج فيه عازفون من عدة جنسيات، منتشرين حول العالم.
منذ أيام شهد الفنان نصير شمّه، مؤسس بيت العود العربي، حفل تخرج ثلاثة عازفين من البيت بعد أن أتموا عامين كاملين، وهم: المصرية سلمى مختار على آلة العود، والعراقى رسول علوان، والمصرى ماريو سعيد.
استعرض الفنانون خلال الحفل مهاراتهم وخبراتهم الموسيقية بالعزف المنفرد وبصحبة موسيقيين، العديد من المدارس الموسيقية: المصرية، العراقية والتركية.
وتضمن الحفل قوالب موسيقية عديدة مثل السماعى واللونجا والكابريس، وقطع من التراث العربى وأعقبها عزف جماعى للمتخرجين، تلا ذلك توزيع شهادات التخرج على الطلبة، حيث حصل رسول علوان على درجة الامتياز، وكل من سلمى مختار وماريو سعيد على درجة جيد جدا. ضمت لجنة التحكيم د. أحمد يوسف، والمايسترو عماد عاشور، ود. أمل ابراهيم، وحضر الحفل عدد كبير من محبى آلة العود من الجمهور.
الفنان الكبير نصير شمّه قال فى تصريحات لـ «الأهرام»: تكوين وتأسيس موسيقى من الصفر بعمر تجاوز الـ 16 عاما، أمر فى غاية الصعوبة، خصوصا أن الخريجين الثلاثة بدأوا من الصفر تماما فى تعلمهم الموسيقى وأتموا عامين، ليقدموا أمام اللجنة عرضا احترافا، به مدارس وأساليب وأداء وقوة وتكنيك وتماس مع التراث العربى بشكل عام، وكل هذا احتاج إلى جهد كبير من كل طاقم التدريس فى بيت العود، ومتابعة متواصلة معى خصوصا فى آخر 3 أشهر. وأضاف: «قبل التخرج كانت الجلسات متواصلة حتى وصلوا لهذه الدرجة بمقابلة الجمهور والعزف دون خوف ودون تردد وتقديم أدواتهم وأنفسهم وثقافة بلدهم بشكل راق».
وأكد أن تجربة بيت العود نجحت فى القاهرة منذ تأسيسها عام 1999 إلى اليوم فى أن تؤسس العشرات من العازفين المنتشرين حول العالم اليوم، وبعد ذلك مدارس العود بدأت تأخذ حيزها الكبير وتخرج مستوى عالا فى تخصص آلات «العود» و»القانون» و»البزق» و»الماندولين» و»الإيقاعات» وكذلك «الغناء العربي»، إلى أن أصبح بيت العود صمام أمان للتراث الموسيقى الشرقى.
المصدر: صحيفة الاهرام