top of page
Search
  • Admin

نصير شمّه يعلن تأسيس جائزة لقصة الطفل الخيالية

صالحة حمدين، طفلة بدوية من فلسطين فازت بجائزة هانز كريستيان الدولية للقصة الخيالية من بين 1200 عمل من جميع أنحاء العالم عن قصتها «حنتوش»، ومثلما أوصل «حنتوش» صالحة إلى الجائزة أوصلها أيضاً إلى الموسيقار المبدع والفنان الملتزم نصير شمّه الذي افتتن بالقصة، وقرر أن يقيم «تحت رعايتها» و«بِوَحيٍ منها» مسابقة لقصة الأطفال الخيالية ترعاها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» بوصفه فنان «اليونسكو» للسلام.

وفي تصريح لـ«الاتحاد»، قال نصير شمّه، إن القصة أثرت به على نحو عجيب، إلى حد أنها دفعته للتفكير بتأسيس هذه الجائزة التي سترى النور قريباً، وأضاف أن القصة ستنشر غداً في عدد من الصحف العراقية التي تشارك في الجائزة.

ولفت نصير شمّه صاحب المواقف المتقدمة فنياً وإنسانياً، والملتزم بقضايا الإنسان، خاصة الطفولة، إلى أن ما يجري في العالم العربي عامة، وفلسطين المحتلة والجولان خاصة، حفزه لاستعادة هذه القصة الرائعة، وصاحبتها «العظيمة»، لتحفيز الأطفال على الإبداع، والكتابة، مؤكداً أن قصة من هذا النوع لا تموت، وأن الإبداع الآتي من الألم والرافض للقمع والظلم لا يمكن أن يموت، وهو قابل لأن يقول، ويقال، ويعاد قوله، مراراً وتكراراً.

ويرى سفير «اليونسكو» للسلام نصير شمّه، أن هذه القصة، التي ستحمل مسابقته اسمها «حنتوش»، تصلح لكي تكون درساً لكل طفل عربي، ليبدع، ويكتب، فهذه الطفلة تمكنت، رغم الحرمان والخوف والاحتلال والظروف المعيشية بالغة القسوة، من أن تحرر خيالها وتسافر خلف الجدران العازلة، وأن تتخطى الحواجز وكل أشكال الإغلاقات التي تسوّر المدن والقرى الفلسطينية، وتذهب على جناح الخيال، إلى آفاق إبداعية مكنتها من الحصول على جائزة عالمية.

وفي هذا، كما يقول شمّه: ما ينشط خيال كل الأطفال، ففي رأس كل طفل مضطهد في وطنه أو نمط عيشه أو مدرسته، أو محروم من الحياة الهانئة والسلام ومعرض للخطر في المجيء والذهاب، تكمن قصة ما، لا تحتاج إلا شرارة لتنطلق.

ويؤكد نصير شمّه، أن الجائزة ليست سوى فعل صغير ينتصر لفلسطين والجولان وكل طفل يعاني في أي مكان، كما ينتصر في الوقت نفسه لإبداع الطفولة، كما أنها محاولة لمنح الأمل لأطفال فلسطين وكل الأطفال الذين يعيشون ظروفاً صعبة وقاهرة، ففكر الطفل، كما يؤكد شمّه، أقوى من كل الجدران والحواجز والسواتر... وخياله قادر على أن يطير فوق كل أنواع التعصب والكراهية، ليبني مدناً مبهجة يسودها الحب والسلام.. بل إن قصة طفل يمكنها أن تفزع الاحتلال.. وحين تغلق الدروب والطرقات بالحواجز والدبابات، يقفز خيال الطفل عالياً، تاركاً كل شيء خلفه، ماضياً إلى حقول الإبداع والسلام الوسيعة الرحبة.

بقيت الإشارة إلى أن الجائزة سوف تطلق قريباً في العراق، وأن جميع الأطفال العرب مدعوون للمساهمة فيها.

حنتوش

قصة: صالحة حمدين

اسمي «صالحة»، أنا من مدرسة «عرب الجهالين»، أعيش في خيمة صغيرة في «وادي أبو هندي»، عمري 14 سنة. في النهار أدرس في مدرسة القصب، وقد صنعوها من القصب لأن جنود الاحتلال أعلنوا أن أرضنا منطقة عسكرية مغلقة، حيث يتدربون على إطلاق النار في مناطقنا الزراعية

يعيش معي في الخيمة سبعون نعجة، وأقوم أنا بحلبها بعد أن أعود من المدرسة، وأصنع الجبن ثم أبيعه لأهل المدينة.

الطريق هنا وعرة لأن جنود الاحتلال يمنعونا من تعبيد الطريق، ويتدربون على إطلاق النار في الليل، وأنا أكره صوت الرصاص، أكاد أجن منه، فأهرب، نعم أهرب.

لا يوجد لدي دراجة هوائية؛ لأن الطريق وعرة، ولا سيارة عندي ولا طيارة، لكن عندي شيء أستخدمه للهروب.

اقتربوا، اقتربوا، سأوَشْوشكم سراً، عندي خروف يطير اسمه «حنتوش»، لونه أسود وأذناه طويلتان، له جناحان سريّان يخبئهما داخل الصوف، ويخرجهما حين أهمس في أذنيه يا حنتوش يا خروف أطلع جناحيك من تحت الصوف أغني في أذنيه، فيما يبدأ الجنود بالتدرب على إطلاق الرصاص، وأركبه ويطير بي، والبارحة هربنا إلى برشلونة.

سنقول لكم شيئاً، في «وادي أبو هندي» لا يوجد ملاعب أصلاً؛ لأن الأرض مزروعة بالألغام.

وفي «برشلونة» قابلنا «ميسي» صاحب الأهداف الكبيرة، لعبنا معه لساعات طويلة، خروفي «حنتوش» كان واقفاً حارساً للمرمى، وأنا أهاجم «ميسي» وفريقه، أدخلنا في مرماهم خمسة أهداف.

أراد «ميسي» أن يضمني أنا و«حنتوش» إلى فريق «برشلونة» لكننا رفضنا، نريد أن نعود إلى «أبو هندي» لأن الأغنام هناك تنتظرني، فلا يذهب أحد غيري ليحلبها، فأبي في السجن منذ ست سنوات وبقي له تسع عشرة سنة. سأقول لكم سراً: أخبرني «ميسي» أنه سيزور «وادي أبو هندي» بعد سنتين.

سنقيم مونديال في «وادي أبو هندي»، سننظف معاً الأرض من الألغام، وسنبني أكبر ملعب في العالم، وسنسميه «ملعب حنتوش»، وسيكون الخروف شعار المونديال.

وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في «وادي أبو هندي»، نحن جميعاً بانتظاركم.

9 views
bottom of page