أبواب
مداخل للروح، تجرد من المُعاش وانتقال إلى حياة أعلى ، رؤية صوفية تستهدف الرؤيا بمعناها الأكثر عمقا. باب يُغلق فيُفتح آخر. رحلة بحث عن شعاع أو ضوء صغير حتى لو كان في كهف معتم. رحلة نور غامر وحياة موازية تُصالحنا مع أنفسنا ومع الأخر . ليست انسلاخا إنما بحث حثيث للوصول الى نشوة الروح الأعلى
١. باب الأمل
مقام عجم
مُشرَّعٌ حتى وإن سُدَّ..
حياته قائمة متعددة حتى وإن مات وواراه التراب.
هو باب لهفة مظلوم وحديث تائه وتوق محبّ
بابٌ لا يُدرك باللمس بل بقلب القلب، كجرح نازف وصلاة بلا بوصلة.
استسقاء للسماء، ومعادلة للحواس كي تستفيق من سُباتها وتنظر..
باب المكلوم والجريح ومن فقد هُداه وماتت خطوته وتيبست أصابعه.
باب لمن مات اتجاهه، وسار في درب غير دربه.
باب إن أمسكتَ بقبضته توغل بقلبك وانفرجَ.
٣. باب المعرفة
مقام رست
وطيدٌ ويُفضي.
كلما أوغلت به فتح لك دهاليزه؛
اسمه فيه ان أدركته لا تنتقص منه بل تُفضي فيه وتزيد.
ليس كغيره، يُقال بحرٌ وشاطىء ومرسى لكنك مهما توغلت به لا تستطيع القبض إلّا على نقطة من مائه. هو باب مدمن يشرب الفكر كقهوة الصباح، كل رشفة هوى، وكل هوى معنى، وكل معنى بئر ، وكل بئر ماء. بابٌ إن لامسته استيقظت حواسك ونهضت أطرافك ولامست عينك السماء وأمسكت أصابعك غلاف الكون.
٥. باب الغياب
مقام مخالف
ان فُتح سرت الغربة في الجسد كقشعريرة.
مؤلم وعنيد ان ساءلته عودة يشيح بعيدا .
هو غياب وتعبيره اغتراب .
يُمسك بالقلب ولا يتركه.
باب ان فتحته لا تدخله بل تأمله من بعيد ثم عدّ أدراجك .
مكانه الروح .
٧. باب الرؤيا
مقام كرد دو
إتساعٌ لعين البصيرة ..
شغفٌ بما لا يُرى ولا يُمسك..
مغرفة لانتشال النفس والسباحة في مدار الكون.
قمر وشمس يتداولان الكون فيما التبصر يسبق زمانهما .
٩. باب الأم
مقام سيكاه
باب لكل باب، فتحٌ مبينٌ ونجاة،
صدر يهب الدفء ويرصع الجبين بالدعوات..
باب لكون موازٍ وسعة كتلك التي بين السماء والأرض
متسع فوق كل اتساع
ذلك باب تُمسك بمقبضه فلا يُفلتك حتى وان انت أفلته.
٢. باب الحضور
مقام كرد لا
مُباغتٌ كرمشة عين.
توغل في الآن .
متعدّد كصور سريعة أو بهجة تحفرُ ذكراها.
كنبع ماء، لحظة ينبلج من بين صخرتين، يسيل كشلال ليسقي كل حيّ حوله.
استثناء في قلب الظلال ورسوخ أبدي أثناء عبور سريع.
الحضور مفتاحه وردة صغيرة في صحراء شاسعة
أو ربما هذيان في نغم يرقّ حتى يشفّ.
بابٌ للهوى والضحك الخفي.
بابٌ ان لامسته وجدته.
٤. باب الفناء
مقام البيات لا
خلاصٌ وفكاك من الدنيا، حلول لنفس طيب..
إحلالٌ لروح في جسد،
انسكاب في النفس حتى أقصاها،
تعمدٌ في العشق وصعود إلى أعلى روابيه
٦. باب الحلم
مقام نهاوند لا
مفتاحه عين القلب.
يرسم حياة ثانية .
هو هروب لذيذ، وملجأ طري، وفكاك من القسوة.
ان ولجته لا تعد سريعا.
اطبق عينك ودع خيالاته تكتب لك سيرة.
يُقال مفتاحه في يد المحب رأفة للعالم وفي يد الشقي رأفة بالنفس .
٨. باب العشق
مقام فرحفزا
لا دواء له فهو الترياق لكل داء.
يُقال باب العشق غير أن مدخله القلب.
ان أغمضت عين رأت خيالا وان نظرت دقّ الفؤاد وتجلى بحمرة الخدين.
لا يحتاج إلى مفتاح فهو المفتاح والباب .
يأتي في لحظة ويخطف ويُقلق ثم إذا استوى فتح الأبواب كلها.
١٠. باب الرجاء
مقام الصبا
حينما يأتي القنوط جامحاً.. تتوسل العين للمرايا كي تضحك، وعندما يخيب الظن بمن كان قد استحسن..
عندما تفقد البسمة بهجتها ويتوالد الدمع في الجسد كله ويموت البريق..
عند الخوف وانعدام الحيلة
عند الأسى
هو باب للرجاء
لكي يصحو مارد القلب ويمسح ما تراكم من غبار
هو نداء القلب للسماء كي تفتح أبوابها