مستلھماً السیاب ودرویش وغارسیا لوركا في الدورة 25 لمھرجان العالم العربي
أمسية لا تنسى عاشتها مونتريال ليلة الأحد الماضي مع عودة مبهرة للفنان نصير شمّه بمناسبة الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان العالم العربي.
في عرض "أوتار مشتعلة"، قدم شمّه سيمفونية موسيقية شعرية مهداة للشعوب التائقة للتحرر وأبدع في تحويل آلة العود إلى أداة تنبض بالحرية.
على خشبة المسرح، حمل شمّه عوده كمناضل عتيق؛ لينطلق بعزفه المميز عبر الحدود واللغات.
مستلهماً ثلاثة من عمالقة الشعر العالمي: محمود درويش، شاعر الأرض والوطن، بدر شاكر السياب، الحالم بحرية الإنسانية، وفيديريكو غارثيا لوركا، الشاعر الشهيد ورمز الجمال المتمرد، قدم شمه ملحمة فنية حملت الجمهور الى قلب النضال الإنساني والتوق الى التحرر.
عزفه لم يكن مجرد ألحان، بل لغة روحية تصرخ بالعزيمة والأمل، تدمج بين الألم العميق وإرادة الإنعتاق من الظلم والطغيان، وكأن كل وتر من العود يحكي قصة شعب يكافح من أجل وجوده وكرامته.
وأضفت الكوريغراف الكندية أودري غوسيران مع فرقتها الراقصة بعداً بصرياً ساحراً لهذه اللوحات الصوتية، في لحظة احتفاء بالجمال والتمرد لن تمحى من الذاكرة.
في ختام هذه الرحلة الفنية الإستثنائية، وقف نصير شمّه تحت تصفيق الجمهور الحار ليعبر عن تقديره العميق لمهرجان العالم العربي، قائلاً: "هذا المهرجان ليس مجرد منصة فنية؛ إنه جسر يربط الثقافات ويجعلنا نحتفي بإنسانيتنا المشتركة."
وأشاد شمّه بالدور الكبير الذي لعبه المهرجان على مدار خمسة وعشرين عاماً في فتح الأبواب أمام الإبداع والحوار بين الثقافات والهويات، ومنوهاً بالجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على المهرجان من أجل إبقاء الثقافة العربية نابضة بالحياة والإبداع في أميركا الشمالية.
كانت ليلة "أوتار مشتعلة" أكثر من مجرد أمسية؛ كانت احتفالاً بالنضال الإنساني وتذكيراً بأن الفن يظل دائماً أقوى صوت للمقاومة. أمسية خالدة ستظل محفورة في ذاكرة مونتريإل، شاهدة على السحر الذي يمكن للموسيقى أن تصنعه عندما تلتقي بالشعر التائق للحرية.
Comments