top of page
Search

الطفل محمد أمجد على خطى خاله نصير شمة

أصيب الطفل محمد أمجد ذو التسعة اعوام بمرض لعين اصاب بطنه واخضعه لثلاث عمليات جراحية كبرى، فانتهى به الحال طريح الفراش، ولديه متسع من الوقت يقضيه بالتأمل، ونادته على حين فجأة نغمات عود خاله الموسيقار نصير شمة لتتولد بمخيلته رغبة عارمة باكتشاف عالم الموسيقى، الذي صار له دواء.




فتمكن برعاية اسرته أن يجتاز الحرب مع السرطان وكانت الموسيقى الظهير الاقوى والدافع الأهم لاكتشاف حياة جديدة مليئة بالطاقة والاشراق. وتمكن اليوم من أن يصبح عازفا مهما في اوركسترا بيت العود، اذ شارك في امسيته الاخيرة التي اقيمت في دار الازياء العراقية، بمقطوعتين من تأليف الموسيقار نصير شمة هما «جدارية الحياة ورحلة الارواح. ولفت انتباه الحاضرين الى موهبته وروحه الشفافة وحضوره المميز، فحصل على الاشادات والاطراء.

محمد يقول «انه عشق الموسيقى منذ ادراكه لها بحب لخاله نصير شمة واعماله التي غزت العالم جمالا. واضاف تمكنت أخيرا من تعلم العزف على آلة العود بفضل انضمامي لبيت العود في بغداد وتلقيت الرعاية والاهتمام انا وزملائي من الموسيقار نصير شمة والفنان محمد العطار فاستطعت أن اكتشف خبايا الموسيقى وجمال المقامات والالحان التي انستني رحلتي المريرة مع السرطان.


انا اليوم مليء بالتفاؤل وأحلم بأن أصبح عازفا مهما على غرار منير وجميل بشير وباقي الاساتذة ويراودني حلم آخر، وهو أن اكون طبيب اورام سرطانية لأعلم الناس الاستشفاء بالموسيقى. اما والدة العازف الصغير محمد فقد قالت عندما اصيب بالورم شعرت بأنها النهاية، لكنه قوي برغم صغره كان اشجع منا جميعا وتجاوز المحنة وعاد ليعلمنا انا ووالده واخوته أن لا شيء مستحيلا مع الارادة وبوجود لطف الله، اشعر اليوم بالفخر وانا اراه يعتلي المسرح مع عوده الصغير ليلهم الناس الاعجاب والتصفيق، وقد تجاوز الازمة المميتة بنقاء روحه وأنا تعلمت منه ذلك.


وهذا ما أكده الفنان محمد العطار مسؤول بيت العود في بغداد اذ قال : محمد امجد طفل موهوب ومبدع ونحن نوليه هو وباقي الاطفال اهتماما خاصا هنا في بيت العود لانهم هم صناع الحياة وعليهم الاعتماد ومحمد بشكل خاص تجاوز محنة صعبة، اذ وصل من خلالها لحبه للموسيقى والعزف وبدا بالفعل يخط طريقه نحو الابداع، نشعر بالفخر ونحن نشاهده مع عدد كبير من العازفين وهو يعزف بأوتاره مقطوعات ومعزوفات موسيقية. فقد شكل الموسيقي الصغير ظاهرة فريدة، اذ يعد اصغر عازف عراقي وكان انموذجا بارعا للتصدي لمرض السرطان الذي اجتازه بشجاعته فهو الان يعزف أنغاما ومعزوفات لموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، وكذلك تعلمه لعزف عدد كبير من الالحان العراقية لملحني العراق الراحلين، الموسيقي محمد امجد يردد كما تقول اسرته مقولة مؤثرة في حياته تعلمها من والده وهي «لولا الموسيقى لكانت الحياة خطأ.


المصدر: صحيفة الصباح العراقية - نور اللدمي


bottom of page